الخميس، 20 مايو 2010

خـــــلــــق الـــــكـــــون

مضت قرون والناس يبحثون عن إجابة للسؤال التالي"كيف نشأ الكون؟"
فقد قدمت على مدار التاريخ آلاف النماذج لنشأة الكون ووضعت آلاف النظريات.ومع ذلك
يتبين من استعراض هذه النظريات أنها جميعاً تقوم في جوهرها على أحد نموذجين مختلفين.
يدور النموذج الأول: حول فكرة الكون اللامحدود والذي لا بداية له,""وهو مالم يعد له أي أساس علمي"".
في حين يدور النموذج الثاني: حول فكرة نشأة الكون من العدم, وهو ما يعترف به المجتمع العلمي حاليا بوصفه"النموذج المعياري"

لقد دافع النموذج الأول, الذي ثبت قدرته على الصمود,عن الافتراض القائل بأن الكون قد وجد منذ وقت غير محدد وسيظل موجودا على حالته الراهنة إلى ما لا نهاية.
ولقد تكونت فكرة الكون اللا محدود هذه في اليونان القديمة, ووصلت إلى العالم الغربي نتيجة للفلسفة المادية التي انتعشت في عصر النهضة.
ذلك أن جوهر عصر النهضة يكمن في إعادة البحث في أعمال المفكرين اليونانين القدماء.
ومن ثم,نفض الغبار عن رفوف التاريخ وأخذت منها الفلسفة المادية وفكرة الكون اللامحدود_ التي تدافع عنها هذه الفلسفة_ بسبب اهتمامات فلسفية و أيديولوجية, وقدمت للناس وكأنها حقائق علمية.
وقد اعتنق هذه الفكرة بحماس فلاسفة ماديون من أمثال كارل ماركس وفريدريك إنجلز, لأنها أعدت أساسا متينا ظاهريا لأيديولوجياتهم المادية, الأمر الذي لعب دورا مهما في تقديم هذا النموذج إلى القرن العشرين.
ووفقا لنموذج "" الكون اللامحدود"" الذي حظي بقبول كبير خلال النصف الأول من القرن العشرين, فإنه ليس للكون بداية ولا نهاية, كما أن الكون لم ينشأ من العدم,ولن يفنى أبداً. ووفقا لهذه النظرية, التي شكلت أيضا أساس الفلسفة المادية,يتسم الكون بتركيب سكوني.ولكن فيما بعد, كشفت نتائج البحوث العلمية أن هذه النظرية خاطئة وغير علمية على الإطلاق. فالكون لم يوجد بدون بداية كما أنه نشأ من العدم.

ولطالما كانت فكرة الكون اللامحدود,أي الذي ليس له بداية للزندقة و الأيديولوجيات التي ترتكب خطأ إنكار وجود الله جل جلاله.ذلك أن أصحاب هذه الأيديولوجيات يعتقدون أنه إذا لم يكن للكون بداية, فلن يكون له خالق أيضاً. ولكن سرعان ما كشف العلم بأدلة دامغة أن حجج الماديين هذه باطلة و أن الكون قد بدأ بانفجار يعرف بالانفجار العظيم وكان لنشأة الكون من العدم معنى واحد فقط: "الــــخــــــلـــــق" , أي أن الله القوي خلق الكون كله.

لقد كان الفلكي البريطاني الشهير, سيرفريد هويل من بين أولئك الذين أزعجتهم هذه الحقيقة. فقد قبل هويل تمدد الكون في نظرية "الحالة المستقرة" التي قدمها, ولــكــنه رأى أن الكون اللامحدود في مداه وليست له بداية ولا نهاية. ووفقا لهذا النموذج, كلما تمدد الكون,نشأت المادة تلقائيا وبالكميات المطلوبة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه النظرية,التي قامت على فرضيات غير علمية على الإطلاق , وتطورت بسبب الإهتمام بشيء واحد فقط هو دعم فكرة""الكون اللامحدود الذي ليس له بداية أو نهاية""" ,نــاقــضــت بــشــكــل مباشر نظرية الإنفجار العظيم, التي ثبت علميا من خلال عدد كبير من الملاحظات أنها أقرب إلى الواقع. وظل هويل وآخرون يقاومون هذه الفكرة ولكن جميع التطورات العلمية كانت تعمل ضدهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق